Sunday, July 29, 2012

عن الفلاحين تغرد :)

-----------------------------------------------
 Reem Amr El Dafrawi ‏ @RDafrawi 
أحكى لكم اليوم عن نضال الفلاحين المصريين, أول طرف فى معادلة الصراع الطبقى, وأصحاب أول ثورة, وأصحاب أول أضراب, وأجدع من ثار وحارب وقاوم..
من البديهيات إن الفلاح وادى النيل كان أول فلاح, وإن الزراعة لم تصبح مجال الأنتاج الرئيسى إلا بجهود الفلاح الشاقة للإستفادة من مياه النيل..
ومع نمو المجتمع المصرى الأول, كان فى حاجة لإجراء تطويرات كبيرة على نظام الرى واستغلال مياه النيل, ومن هنا نشأت "الدولة المصرية"..
وكانت أولى مهام الدولة المصرية هى أقامة الترع والجسور لتوصيل المياه لمساحات أكبر من الأرض, وإنشاء السدود لحماية الأرض من أرتفاع منسوب النيل.
ومن هنا أستغلت الدولة دورها للسيطرة على الأراضى الزراعية, وأصبحت الدولة -ممثلة فى فرعون- هى المالك الوحيد للأرض..
وأصبح الفلاح المصرى بيشغل بالسخرة طول السنة, ليستولى فرعون وأسرته وحاشيته وكبار كهّانه على كد وعرق الفلاح فى مقابل الفتات اللى بيرميه للفلاح
وكده أتحدد الصراع الطبقى من أول التاريخ المصرى, بين اللى بيملكوا الأرض ولا يعملوا فيها, ومن لا يملكون وطلعان عينيهم فى الأرض..
ونتيجة ظلم الدولة المركزية المصرية للفلاحين لسنين طويلة, قامت فى مصر فى آخر الأسرة السادسة أول ثورة أجتماعية فى التاريخ على إيد الفلاحين..
وعلى مدى تلات قرون تقريبا, فضلت آثار الثورة على الإقتصاد حاضرة, ولم تستع الدوله المركزيه القيام من عثرتها، وتعرضت الدولة للغزو..
تانى ثورات الفلاحين كانت سنة 173 (العصر الرومانى).. وكانت أول ثورة مسلحة عنيفة تعرفها البلد بعد ثورات إقليم طيبة فى أول العصر الرومانى..
قامت الثورة بعد أن تدهورت أحوال الفلاح تحت وطأة الضرائب والسخرة التى أجبر عليها الفلاح وذويه, والخدمات الإلزامية التى لم توزع توزيعا عادلا..
نذكر أيضا دور الفلاحين فى الحرب ضد الهكسوس.. حتى أن كتب التاريخ تذكر أن «أحمس» لم يقرر خوض الحرب إلا بعد تأكده من دعم الفلاحين للمقاومة..
وف عهد بطليموس التالت, أنفجر الفلاحون في الوجه البحري أنفجارا مدويا أعتراضا على الظروف الإقتصادية, ولكن بطليموس الثالث قمع الثورة بالجيش.. 
وما كان من الفلاح المصرى إلا أن تعلم حمل السلاح, ومن وقتها وثوراتهم ضد البطالمة لم تتوقف.. ولم تنقطع ثورات الفلاحين طوال حكمهم وحكم الرومان
وفى سنة 173 (العصر الرومانى), قام الفلاحون بثورة مسلحة جديدة بعد تدهور أحوالهم تحت وطأة السخرة والضرائب عرفت باسم "ثورة الرعاة والفلاحين"
وبالرغم من الترويج لفكرة أن المصريين استقبلوا الفتح العربى بالترحاب (وهو جزئيا صحيح) لأانه كان أخف وطأة من الرومى أو البيزنطى
فكانت الجزية أقل وتحسنت الأحوال الإقتصادية نسبيا لفترة, إلا أن الخراج وضريبة الرأس أخذوا فى الزيادة إلى أن أصبحوا فوق الإحتمال.. 
فقامت الثورات الفلاحية فى الدلتا (دمياط وسمنود ورشيد),ثم ثورة البشامرة وأمتدت هذه الثورات طوال العصر الأموى والعباسى, وأخمدها الولاة بالعنف



نرجع تانى للفلاحين.. فى يناير 1862, أنتفض الفلاحين إنتفاضة تاريخية ضد السخرة وسوء المعاملة أثناء حفر قناة السويس.. 
تمرّد الفلاحون وأضربوا عن الحفر, وقاموا بالهروب المنظم - والمسلح- من موقع العمل, مما أضطر المستغلين إلى تحديد أجر للعمال وإن كان ضئيلا
نذكر أيضا من ثورات فلاحى الصعيد, ثورة الفلاحين المسلحة ضد المماليك تحت قيادة همام "شيخ الغرب" والتى أستمرت لمدة ثلاثين عاما.. 
رفعت ثورة الصعيد المسلحة شعار "مصر للمصريين والأرض للفلاحين".. وكون همَّام بالصعيد ما يشبه الجمهورية استقل بحكمها من 1765 إلى 1769.
من ألمع الصفحات فى تاريخ الفلاحين -وكلها لامعة- هى تاريخ أستبسالهم فى مقاومة الإنجليز قبيل ثورة 1919.. 
ففى أسبوع واحد من المقاومة(من16-23 مارس 1919), قدم الفلاحون 1000 شهيد, 1600 مصاب, 7300 مسجون, و149 حكم بالإعدام..
وفى خضم المقاومة الشرسة للإحتلال فى 1919, وبعد القبض على سعد زغلول, ألتف فلاحى قرية زفتى حول يوسف الجندى (المحامى) لينفذوا فكرة عبقرية
قرر يوسف الجندى الذى نشأ على مبادئ سعد زغلول, ان تُعلن زفتى وميت غمر جمهوريات مستقلة لا تخضع لأى سلطة..
وبمنتهى التحضر والوعى, أنتخب الفلاحون في زفتى في اجتماع عام، وبحرية مطلقة "لجنة الثورة" التى كانت مهمتها إصلاح الجسور وردم المستنقعات..
إلى جانب تنظيم دوريات لمراقبة الحدود.. وأول قرار للجنة كان الإستيلاء على مركز البوليس, فخرج الفلاحون مسلحون بالفئوس والعصى والبنادق القديمة
وبعدما أستولوا على المركز والسلاح, أستولت المظاهرة أيضا على السكة الحديد والتلغراف وقصعت طريق عربات القمح المتجهة للإنجليز.
وشكلت لجنة الثورة فى زفتى "صندوق" أو "خزانة" لينفقوا على الجمهورية الوليدة, وتبرع الفلاحين الفقرا لهذا الصندوق قبل الأعيان حتى
وأنقسم شعب زفتى الثائر الواعى إلى فرق, شوية لتأمين الحدود, وشوية كدوريات مستمرة لحفظ الأمن داخل الجمهورية, وشوية لأعمال الرى, وهكذا..
فلاحى الدلتا كانوا بيتجرُّوا جر إلى موقع الحفر, وكان موقع تجمع الفلاحين المشاركين فى الحفر "الزقازيق"..
وعندما بلغ زفتى الخبر أن الإنجليز قد أرسلوا مجموعة من الجنود الأستراليين لإخضاع زفتى, بدأوا يحفروا الخنادق حول جمهوريتهم, ووزعوا السلاح..
المحزن أكتر إن ييجى واحد يقول لى الفلاحين لا يثوروا ولا يمكن الإعتماد عليهم فى تحرك شعبى!
وبعد أن أرسلت "لجنة الثورة" بزفتى منشورات بالإنجليزية إلى الجنود الأستراليين المتأهبين لدخول زفتى موضحة أن معركتهم مع الإنجليز وليس معهم.. 8
أحجم الجنود الأستراليين عن أقتحام المركز, ثم دارت مفاوضات بين لجنة الثورة والإنجليز بمقتضاها تم الإتفاق على تسليم 20 فلاح للإنجليز لجلدهم. 9
وأتزنقت لجنة الثورة بين خيارين, إما تسليم الفلاحين لجلدهم, أو يتم دك المركز بالمدافع المرابضة على حدود جمهورية زفتى.. 10
حل المشكلة كان سهل: لم تسلم زفتى من الوشاية; فكان البعض يرسل إلي الإنجليز رسائل تخبرهم بما يحدث وبأسماء النشطاء في الحركة الثورية..11
وكان الثوار فى التلغراف يفرزون الخطابات البريدية ويتخلصوا من أى رسائل تحتوى على وشاية, وبالتالى كانوا على علم بالخونة..12
وبالتالى لما حصلت المفاوضات وتم الإتفاق على تسليم 20 من الفلاحين, سلمت لجنة الثورة هؤلاء الخونة للإنجليز..13
وكانت دى نهاية واحدة من أعظم تجارب التسيير الذاتى,كان أبطالها فلاحين على مستوى من الوعى والإستبسال والذكاء لم نصل إليه نحن بدرجاتنا العلمية
تذكر كتب التاريخ أيضا العديد من الانتفاضات الفلاحية بين 48 وحتى انقلاب يوليو 52 فى بهوت وكفور نجم وساحل سليم وميت فضالة ودرين وأبو الغيط..
فى الخمسينات, أندلعت أنتفاضة فلاحية جديدة ضد الإقطاع فى قرية كشميش التابعة للمنوفية.. الحكاية تبدأ عند عائلة إقطاعية تسمى "الفقى"..
كان عمدة القرية "صلاح الفقى" إقطاعى ابن كلب كما يقول الكتاب, كان يمنع الفلاحين من ارتداء الطواقى أو الأحذية فى الأرض,ويرفض مرورهم أمام قصره
المهم, وجد الفلاحون فى صلاح حسين العائد من كتائب الفدائيين العرب فى فلسطين وابن قرية كشميش قيادة مثقفة واعية فألتفوا حوله ليبدأوا نضالهم.. 


وأستجاب الفلاحون لدعوات صلاح حسين للتحرر ورفض السخرة, ورفض عدد كبير من الفلاحين الذهاب إلى أرض الوسية.. 4
قام صلاح الفقى بالقبض على صلاح حسين وبعض رفاقه من الفلاحين وتعذيبهم, إلا أن القضية وصلت للمديرية وفُتح تحقيق تم على إثره إقالة الفقى.
ولكنه عاد إلى العمودية محتميا بنفوذه.. حقق الفلاحون أنتصار جزئى على السخرة "القنانة" وبدأت حركتهم فى التوسع وأطلق عليهم الأحرار
الفقى يحرق أرض فلاح يرفض السخرة, فيحرق الأحرار جزء من أرض الفقى.. وفى بعض الأحيان يتم الأحتكام للسلاح, وبقى الأحرار بيتعمل لهم حساب..
دارت معارك كتير منها معركة السد اللى هدم فيها الفلاحين سد كانت قد شيدته عائلة الفقى لتبوير أراضى الفلاحين..
ومعركة الملال وهى قناه صغيرة حفرها الفقى لتمرير المياه لأراضى العائلة, فقام الفلاحين بردمها وأشتبكوا مع أعوان الفقى وسقط منهم قتيل و17مصاب
ولما أشتدت المواجهات, تدخلت حركة يوليو (الضباط الأحرار) بتوع الناس الغلابة للوساطة, فبعثت الحركة أنور السادات الذى أبدى تحيزا للفقى 
وأحب أنوه أن مبعوث ثورة يوليو للوساطة إلى جانب السادات كان كمال الشاذلى عشان تتصور عزيزى التويب موقف الثورة المباركة من الفلاحين..
لأ وإيه؟! لما قامت ثورة يوليو الميمونة بتأسيس الإتحاد الإشتراكى, تضمنت قوائم العزل السياسى عائلة الفقى, وقيادات الفلاحين, وصلاح حسين

الإقطاعى هو بنى آدم ينتمى لطبقة كبار ملاك الأراضى.. و"القنانة" موجودة تاريخيا فى الريف مما يجعل المشكلة بالضرورة طبقية
 أنا مش لازم واحد أقطاعى يضربنى بالجزمة عشان يبقى عندى مشكلة معاه.. مبدأ إنه يستأثر بالثروة ويستعبد الفلاح تحت أى مسمى مرفوض




فى 51, تكونت "كتائب الفدائيين" بعد تفجر الوضع فى القناة. وكان الفلاحين فصيل مقاوم رئيسى.. إلى جانب إمتناعهم عن بيع المنتجات الزراعية للمحتل
وكوَّن الفلاحون فرق للسطو على مخازن الذخيرة والمؤن والسلاح التابعة للإنجليز, وقامت لجنة الفلاحين فى بركة أبو جاموس وعزبة عطوة وقرية نفيشة
قامت لجان الفلاحين فى تلك القرى والكفور بتفجير محطات المياه وتوليد الكهرباء بمعسكرات الإنجليز..
وف نفس اعام 51, أضرب الفلاحون في ميت فضالة مركز أجا عن جمع القطن احتجاجا على الإيجارات المرتفعة وأشتبكوا مع البوليس وسقط منهم شهداء كثر..
فى 52 وبعد صدور قانون الإصلاح الزراعى, حصلت صدامات بين الفلاحين وكبار الملاك الذين حاولوا -بالتواطؤ مع أجهزة الإدارة البيروقراطية- التهرب.
من القانون بتعيير ملكيات الأراضى الزائدة عن الحد الأقصى للملكية, ونشبت صراعات -مسلحة أحيانا- فى كمشيش والحواتكة وبنى سلطان وأوسيم ومطاى
وعندما وقع العدوان الثلاثى ف 56, نسى الفلاحين فقرهم, ومشاكلهم مع مباحث النظام اللى كانت بتحارب إنشائهم لنقابة خاصة بهم
رغم إقرار حقهم فى إنشاء النقابات فى قانون الإصلاح الزراعى, المهم سابوا حالهم ومالهم وتوجه فلاحى الدلتا إلى بورسعيد للمشاركة فى المقاومة
الطبقية -بما تحمله من قبح ذاتى- هى غربالى الأول لأى أيديولوجيا; سياسية كانت أو دينية أو أجتماعية.. وهى معيارى المسبق لتخطئة أو تصويب أى فكرة





20 Mar
Reem Amr El Dafrawi ‏ @RDafrawi
فى مجتمعات القصور والمعابد والعبيد، الدين مجرد أداة يمكّن بها كهنة المعابد أصحاب القصور من المرور فوق رقاب العبيد!

يوم 16 اللى فات,قوات الجيش التابعة لسلاح البحرية أعتقلوا 4 من عمال سوميد (السويس) وحبسوهم بالسجن الحربى لمجرد تظاهرهم السلمى,أى أخبار عنهم؟
طيب يوم 16 بردو, تم فصل 24 عامل من شركة الزيونت بالسويس بتهمة تحريض باقى العمال على الإعتصام, حد سأل عنهم؟ ‎‫#يسار_برجوازى‪‏
طب الإتنين اللى فات, نيابة الموسكى أستدعت 2 من المعتصمين بهيئة البريد بتهم تحريض العمال وتعطيل العمل, حد راح لهم من المحامين؟
وف يوليو 2007, اعتصم 3000 من فلاحى "بشبيش" بالمحلة إعتراضا على نقص مياه الرى, ومياه الشرب الملوثة وأنضم إليهم الألاف من القرى المجاورة..

مرحلة تانية من نضال الفلاحين اللى خاضوه وحدهم كان "ثورة العطش" فى 2007.. بدأت الأزمة فى كفر الشيخ اللى 64% من مراكزها محروم من مياه الشرب..
تظاهر أكثر من 4000 من الفلاحين وقطعوا الطريق السريع لمدة 10 ساعات مطالبين السلطة بتوصيل مياه الرى لأراضيهم, وللشرب أيضا..
ثم بدأ فلاحو "دمرو" بالمحلة التظاهر احتجاجاً على انقطاع مياه الشرب, وعلى محاولة أنتزاع ألف فدان من أجود الأراضى الزراعية لإقامة مشروع حكومى
وأنضم فلاحى الدقهلية بالمئات لمظاهرات لتوفير مياه الشرب, ومطالبة بنك التنمية والإئتمان الزراعى بتسلم محصول القمح الذى رفض البنك تسلمه
واحتشد آلاف من فلاحى رشيد مهددين بالإضراب عن الطعام إذا لم تصل مياه الرى إلى أراضيهم..
وف قرية "بلقاس" التابعة للدقهلية, شارك الفلاحون فى اعتصام حاشد أجبر المسئولين على تطهير الترعة اللى بتوصل مياه الرى إلى أراضيهم..
وبعدها بيوم واحد, تظاهر أكثر من 5000 فلاح في الدقهلية بردو من أجل توفير مياه الشرب والرى، وهددوا بالتصعيد إذا لم تُحل المشكلة..
وتظاهر حوالى 300 فلاح فى "بلقاس" ف نفس الشهر مطالبين بتوفير سماد اليوريا اللى أختفى ثم رفع تجار أسعاره الضعف!
وبدأ فلاحو الإسماعيلية فى إضراب مفتوح لتوفير مياه الرى, وأعلن فلاحو الدقهلية الإضراب إعتراضا على بوار 11000 فدان من الأرض نتيجة العطش.

واعتصم فلاحو كفر غنّام ا"لسنبلاوين" وطالبوا المسئولين بتوفير مياه الرى احماية 1200 فدان من البوار بعد أن جت ترعة الكفر الرئيسية..
وتحرك العديد من فلاحى المحافظات إلى مجلس الشعب بالقاهرة متظاهرين بالفؤوس وأوعية المية الفاضية وهم رافعين لافتات "عطشانين ف بلد النيل".
دى كانت عينة من مظاهرات ثورة العطش اللى تزامنت مع إضرابات العمال واعتصاماتهم, بس لم تلقى نفس الإهتمام فور صم ريزون!



No comments:

Post a Comment